🔴 هل هناك دعاء مخصص في أول جمعة من شعبان؟…

اختار الله من الشهور المفضلة شهر شعبان مقدمة لشهر
عظيم تُمحى فيه الذنوب ويتجلى فيه علام الغيوب.
وهو شهر تشعبت فيه الخيرات وترتبت فيه أعمال صالحات،
وقد حاز بذلك تفضيلاً، في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام كان يصوم شعبان كله،
وفي رواية إلا قليلاً.
وإنَّما كان يُكثِرُ مِن الصِّيامِ في شَهرِ شَعبانَ
خُصوصًا؛ لأنَّه شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ لربِّ العالَمِين، وكان صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عملُه وهو صائمٌ.
كما أنَّه شَهرٌ يَغفُلُ عنه كَثيرٌ مِن النَّاسِ بيْن
رجَبَ ورَمَضانَ، كما جاء ذلك في رِوايةٍ عندَ النَّسائيِّ وأحمَدَ عن الحب بن
الحب أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

 

ليس هناك دعاء مخصوص يُقال في الجمعة الأولى من شهر شعبان

ولم يثبت أن هناك دعاءً مخصوصًا يُقال في الجمعة الأولى من شهر شعبان، كما يردد البعض ويتناقل على منصات التواصل الاجتماعي من أدعية في هذا اليوم.
لكن في المقابل، فإن الدعاء يوم الجمعة بشكل عام مطلوب ومستحب، ففي ذلك اليوم العظيم ساعة إجابة لعل العبد حين يسأل الله تعالى يوافقها، وينال فيها من البركات والخير الكثير.

ساعة إجابة يوم الجمعة

ويحث الدكتور سعد الخثلان، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام الإسلامية، رئيس الجمعية الفقهية، على الإكثار من الدعاء يوم الجمعة، واستشهد بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في الجمعة لساعة، لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه” أخرجه البخاري ومسلم.
وبين أن المقصود بالساعة: أنها لحظات يكون الدعاء فيها مستجابًا، وليس المقصود بالساعة الساعة التي هي ستون دقيقة، وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة (من هنا).

وقت ساعة الإجابة يوم الجمعة

وذكر الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في كتابه: “فتح الباري ثلاثة وأربعين قولاً في تحديد هذه الساعة ثم خلص إلى ترجيح القول بأنها آخر ساعة بعد العصر.، أي آخر ساعة قبيل غروب الشمس.
وقال إن هذه الساعة التي قبيل غروب الشمس يعظمها جميع أهل الملل، اليهود، والنصارى، وهي عند أهل الكتاب ساعة الإجابة، وهي مما لا غرض لهم في تبديله وتحريفه، فقد اعترف بذلك مؤمنهم، فهي أرجى ساعات الجمعة موافقة لساعة الإجابة.
وأضاف الخثلان: فينبغي للمسلم أن يجتهد في جميع ساعات الجمعة بالدعاء، والذكر، والعبادة، ويتأكد ذلك في آخر ساعة منه قبيل غروب الشمس، حيث يجتهد في الدعاء، ويدعو الله عز وجل مستقبلاً القبلة، رافعًا يديه، فإن هذا الوقت، وهذه اللحظات التي هي قبيل غروب الشمس من يوم الجمعة الدعاء فيها حري بالإجابة.