القائمة

🔴 احذر هذا المصير.. درس في خلق التواضع من سيد البشرية لكل متعالٍ…

(منقول من صحيفة تواصل الالكترونية)

شدد الكاتب خالد محمد الدوس، على أهمية تحلي الإنسان بقيم التواضع، أو ما يسميه علماء التربية الاجتماعية المعاصرة “الأنا الهادئة”.اضافة اعلان
ووصف تلك القيم بأنها سمة أهل العلم والفهم والوعي والحكمة أودعها الله سبحانه وتعالى في نفوس الأنبياء وورثها العقلاء والنبلاء.
وأضاف: “فنجد هناك أشخاصًا يتربعون على شرفات القلوب بتواضعهم وبساطتهم وعفويتهم في التعامل الحضاري من الآخرين فلا يتواضع إلا من كان واثقًا من نفسه, ولا يتكبر إلا من كان عالمًا بنقصه..”.

ظاهرة الكبرياء والتعالي

في المقابل، وصف الدوس ظاهرة الكبرياء أو التعالي عند البشرية بأنها “ظاهرة أزلية قديمة قدم الإنسانية يصنفها علماء الاجتماع التربوي من العمليات الاجتماعية المدمرة أو المفرقة لأنها تفرق الجماعات، وتدّمر القيم الأخلاقية، وتهدد المعايير الاجتماعية الأصيلة”.
وتابع: “ولذلك يّعد التكبر من منظور علم الاجتماع من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي راجت بضاعتها وقامت سوقها في عصر التغير الاجتماعي والثقافي، وبالتالي انتشرت فيروساتها خاصة عند بعض المتعلمين والمثقفين, والبعض يصاب بغرور من جراء (المنصب الوظيفي)”. 
وحذر هؤلاء المتعالين من أصحاب المناصب من أن “منصبهم (مؤقت) سوف يؤول إلى غيرهم ولو دام لمن سبقهم لما وصل إليهم وصاحب المنصب سيتركه مودعا طال الزمن أو قصر..! وهذه سنة الحياة”.
وأردف: “أحيانًا المنصب المرموق والكرسي الوثير يعطي صاحبه شعورًا بزيادة ثقله الاجتماعي لكن الواقع يقول إن هذا الثقل والوزن هو ورم سلوكي وانتفاخ ذاتي سرعان ما يختفي بمجرد مغادرة الكرسي وتوديع المنصب والخروج من بوابة العمل..”.

مظاهر الكبر والغرور

وأبرز الكاتب أن “من مظاهر الكبر والغرور عند بعض الذين أصيبوا بمرض (الورم الاجتماعي) من المديرين والمسؤولين حين يمرون على الموظفين ولا يبادرون بالسلام وإذا سلم أحدهم استخدم طريقة مصطنعة..”.
وتابع: “وقد يحتقر الآخرين وغيرها من التصرفات الرخيصة التي إذا سألتهم عنها قالوا إنها تعبر عن (البرستيج العالي) لصاحب المنصب”.
وعدد، السمات السلبية للشخص المتكبر، مثل: 
-عدم تقبل (الشخصية النرجسية) فكرة أنها على خطأ، ولا تسمح للآخرين بإبراز قدراتهم.
-احتقار الضعفاء.
-الأنانية في الطبع والسلوك.
-عدم قدرتها على بناء علاقات اجتماعية وفتح قنوات الحوار الراقي.
-فضلاً عن قناعتها الخاطئة والعنجهية والتكبر وفرض الآراء بقوة.

مصير مؤسس مدرسة المتكبرين

وحذر الكاتب، أمثال هؤلاء من مصير مؤسس مدرسة المتكبرين في الأرض (إبليس) الذي (تكبر) ولم يسجد لآدم – عليه السلام – فلعنه الله تعالى، فطرد من الجنة جزاء له.
وأورد الكاتب من السيرة النبوية ما وصفه بأنه درس نبوي تربوي في التواضع، لدى سيد وأفضل الأنبياء محمد صلى الله وعليه وسلم، فيما رواه الإمام البخاري عن شريك بن عبدالله، أنه سمع أنس بن مالك يقول: (بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله وعليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي عليه الصلاة والسلام بكل بساطة وتواضع متكئ بين ظهرانيهم”.. يسأل عنه لأنه لم يعرفه ولا يرى شيئًا ميزه عمن حوله من مجلس أو ملبس أو هيئة أو سلوك مصطنع، 
وأكد أن من أجمل الصفات التي يكتسبها الإنسان في حياته الاجتماعية هي صفة التواضع أو (الأنا الهادئة) مع الناس، لأنها تجمع بين حسن الخلق ولين الجانب، وتدل على طهارة النفس، وتنمي روح المودة والمحبة والمساواة بين أفراد المجتمع.

– إعلان –